كل ما تحتاج معرفته عن شاشة OLED والفرق بينها وبين شاشة AMOLED في الهواتف الذكية

موبي 5G

في السنوات الأخيرة، أصبحت شاشات OLED كلمة أساسية في عالم الهواتف الذكية والتقنية عمومًا، بفضل عمق اللون الأسود، والألوان الغنية، والتباين العالي الذي يصعب منافسته. كثير من المستخدمين يسمعون عن OLED وAMOLED وSuper AMOLED، لكن الفروق بينهم لا تكون واضحة دائمًا، خصوصًا عند اختيار هاتف جديد أو شاشة عرض متقدمة.

في هذا الدليل المفصل، سنشرح تقنية شاشة OLED من الصفر، ونوضح مميزاتها وعيوبها في الهواتف والأجهزة الأخرى، مع مقارنة واضحة بينها وبين شاشة AMOLED، بالإضافة إلى نصائح عملية وروابط داخلية وخارجية تساعدك على فهم التقنية بشكل أعمق قبل اتخاذ قرار الشراء.

“اختيار الشاشة المناسبة لا ينعكس فقط على جمال الألوان، بل على راحة عينيك، وعمر البطارية، وتجربة استخدامك اليومية بالكامل.”


ما هي شاشة OLED؟

OLED هي اختصار لـ Organic Light-Emitting Diode أي “الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء”. تعتمد هذه التقنية على مواد عضوية تنبعث منها الإضاءة ذاتيًا عند مرور تيار كهربائي، أي أن كل بكسل في الشاشة يمكنه أن يضيء وينطفئ بشكل مستقل، دون الحاجة إلى إضاءة خلفية كما هو الحال في شاشات LCD التقليدية.

هذا يعني أن شاشة OLED تأتي مزودة ببنية مختلفة تمامًا عن LCD، ما يمنحها القدرة على عرض اللون الأسود الحقيقي، وتباين عالٍ جدًا، مع مرونة أكبر من ناحية التصميم (مثل الشاشات المنحنية والقابلة للطي).

مكوّنات شاشة OLED بشكل مبسط

  • طبقة شبه شفافة لنقل التيار الكهربائي.
  • طبقة عضوية مسؤولة عن إصدار الضوء (اللون).
  • أقطاب كهربائية (أنود وكاثود) تغذي الطبقة العضوية بالطاقة.
  • طبقات إضافية للحماية وتحسين توزيع الضوء ودقة الألوان.

عند تشغيل البكسل، تمر الكهرباء عبر الطبقة العضوية فتنبعث الفوتونات (الضوء)، وبحسب نوع المادة المستخدمة يتم إنتاج ألوان مختلفة (أحمر، أخضر، أزرق وغيرها).

OLED Display 3


كيف تعمل شاشة OLED في الهواتف الذكية؟

في الهواتف الذكية، يتم تقسيم الشاشة إلى ملايين البكسلات، وكل بكسل في شاشة OLED يأتي مزودًا بوحدات فرعية (Sub-pixels) بالألوان الأساسية (عادة RGB). عندما يتلقى البكسل إشارة من معالج الرسوميات، يتم التحكم في شدة إضاءة كل لون فرعي بدقة عالية، فتظهر الصورة النهائية التي تراها على الشاشة.

بما أن كل بكسل يضيء بنفسه، يمكن للهاتف إطفاء البكسلات بالكامل في المناطق السوداء، ما يعطي:

  • لون أسود حقيقي عميق جدًا.
  • تباين يكاد يكون “لا نهائيًا” بين الأبيض والأسود.
  • توفير جيد للطاقة عند استخدام الوضع الداكن (Dark Mode) والخلفيات السوداء.

“كلما زاد تحكم الشاشة في كل بكسل على حدة، أصبحت التجربة البصرية أقرب إلى ما تراه عينك في الواقع.”


مميزات شاشات OLED في الهواتف والأجهزة الذكية

شاشات OLED لا تُستخدم فقط في الهواتف، بل في التلفزيونات، الساعات الذكية، سماعات الواقع الافتراضي، وحتى في بعض الأجهزة اللوحية. لكن في عالم الهواتف بالذات، تقدم مجموعة قوية من المزايا:

1. لون أسود حقيقي وتباين خرافي

عند عرض مشاهد مظلمة، يتم إطفاء البكسلات بالكامل، فيظهر اللون الأسود حقيقيًا بدون توهج رمادي. هذا يجعل مشاهدة الأفلام والمسلسلات والألعاب ذات الطابع السينمائي أكثر متعة وواقعية.

2. ألوان مشبعة وحيوية

شاشات OLED تأتي مزودة بقدرة عالية على عرض ألوان مشبعة، مع دعم لمساحات لونية واسعة مثل DCI-P3 وBT.2020 في كثير من الأجهزة الرائدة. النتيجة: ألوان زاهية تناسب المحتوى الحديث، خصوصًا الفيديوهات عالية الجودة وHDR.

3. سماكة أقل وتصميمات أكثر مرونة

عدم وجود إضاءة خلفية منفصلة يعني أن شاشة OLED أرق من شاشات LCD، ما يسمح للشركات بتصميم هواتف أنحف، وحواف شاشة أقل، وشاشات منحنية أو قابلة للطي كما في بعض الهواتف القابلة للطي.

4. استهلاك طاقة أقل في الاستخدام الداكن

عند استخدام الوضع المظلم أو خلفيات سوداء، تستهلك شاشة OLED طاقة أقل لأن البكسلات السوداء تكون مطفأة فعليًا. هذا ينعكس بشكل إيجابي على عمر البطارية في الاستخدام اليومي، خاصة في التطبيقات التي تستخدم واجهات داكنة.

5. زمن استجابة سريع

البكسلات في OLED تستجيب بسرعة كبيرة للتغيرات في الصورة، ما يقلل من ظاهرة Ghosting أو التمويه عند الحركة، ويجعل الشاشة مناسبة أكثر للألعاب السريعة ومقاطع الفيديو ذات الإطارات العالية.


عيوب وتحديات شاشات OLED

رغم كل المميزات، شاشات OLED ليست مثالية، وهناك بعض النقاط التي يجب معرفتها قبل الاعتماد عليها كليًا:

1. مشكلة الاحتراق (Burn-in)

بمرور الوقت، قد تتعرض بعض البكسلات للتلف الجزئي إذا ظلت تعرض نفس العناصر الثابتة لفترات طويلة (مثل شعارات التطبيقات أو أشرطة الحالة)، ما يسبب ما يُعرف بـ “Burn-in”. الشركات تحاول تقليل هذه المشكلة عبر تقنيات برمجية مثل تحريك العناصر الثابتة أو تعتيمها بشكل ديناميكي.

2. كلفة تصنيع أعلى

تصنيع شاشات OLED، خصوصًا ذات الجودة العالية، يُعتبر أكثر تكلفة من شاشات LCD العادية، ما يرفع سعر الأجهزة، خاصة في الفئات الرائدة والمتوسطة العليا.

3. السطوع مقابل LCD المتقدمة

الكثير من شاشات OLED الحديثة أصبحت ساطعة جدًا، لكن بعض شاشات LCD المتقدمة (مثل Mini-LED) قد تتفوق عليها في أقصى درجات السطوع في ظروف معينة، مثل الاستخدام تحت الشمس المباشرة، وهذا يختلف من شاشة لأخرى.


الفرق بين شاشة OLED وشاشة AMOLED

هنا نصل إلى السؤال الذي يطرحه أغلب المستخدمين: ما الفرق بين OLED وAMOLED؟

أولاً: من الناحية التقنية

  • OLED: هو الاسم العام للتقنية نفسها، أي استخدام مواد عضوية باعثة للضوء.
  • AMOLED: اختصار لـ Active-Matrix OLED، أي شاشة OLED تعتمد على “مصفوفة نشطة” للتحكم بكل بكسل عن طريق ترانزستورات رقيقة (TFT)، وهذا هو التصميم المستخدم فعليًا في معظم شاشات الهواتف الحديثة.

بمعنى آخر: كل شاشة AMOLED هي في الأصل شاشة OLED، لكن ليست كل شاشة OLED تُسوق تجاريًا على أنها AMOLED، خاصة في عالم التلفزيونات حيث يُستخدم مصطلح “OLED” بشكل أوسع.

مقارنة مختصرة بين OLED و AMOLED في الهواتف

العنصر شاشة OLED (المفهوم العام) شاشة AMOLED (في الهواتف)
طريقة التحكم بالبكسلات يمكن أن تكون Passive أو Active Matrix Active Matrix مع ترانزستورات لكل بكسل
استهلاك الطاقة جيد أفضل وتحكم أدق في الإضاءة لكل بكسل
التوافق مع معدلات التحديث العالية حسب التصميم ممتاز، تدعم 90Hz، 120Hz، 144Hz وأكثر
الاستخدام الشائع تلفزيونات، شاشات احترافية، بعض الهواتف الهواتف الذكية، الساعات الذكية، أجهزة قابلة للارتداء
التسمية التسويقية يُكتب غالبًا “OLED” يُسوق على أنه AMOLED أو Super AMOLED أو Dynamic AMOLED

في الهواتف الحديثة، عندما ترى عبارة شاشة AMOLED، فأنت عمليًا أمام شاشة OLED بتقنية المصفوفة النشطة، مع بعض التحسينات أو التسميات الخاصة بكل شركة، مثل:

  • Dynamic AMOLED / Dynamic AMOLED 2X من سامسونج.
  • Fluid AMOLED من ون بلس.
  • P-OLED من جوجل وLG (Plastic OLED).

للحصول على مقارنة أكثر تفصيلًا من ناحية الأداء في الهواتف، يمكنك مراجعة مقالنا المتخصص عن
شاشة AMOLED في الهواتف الذكية، حيث ستجد شرحًا إضافيًا لمزايا هذه التقنية في تجربة الاستخدام اليومية.

OLED Display 2


شاشة OLED وتجربة الألعاب والمالتي ميديا

شاشات OLED تأتي مزودة بعوامل تجعلها مثالية للألعاب ومشاهدة المحتوى المرئي:

  • تباين عالٍ: خلفيات داكنة، أضواء لامعة، تأثيرات سينمائية في الألعاب.
  • استجابة سريعة: تقليل الضبابية في الحركات السريعة.
  • دعم HDR في الأجهزة الرائدة: عرض نطاق ديناميكي أوسع بين المناطق المضيئة والمظلمة.
  • معدلات تحديث مرتفعة: كثير من الشاشات تدعم معدل تحديث 120 هرتز أو أكثر، ما يمنح سلاسة ملحوظة في التصفح والألعاب.

إضافة إلى ذلك، شاشات OLED في الفئة العليا غالبًا تأتي مزودة بدرجات سطوع عالية جدًا، ما يجعل مشاهدة المحتوى في الهواء الطلق أسهل، خاصة إذا كانت الشاشة تدعم مستويات سطوع تتجاوز 1500 أو 2000 شمعة، كما شرحنا في مقالاتنا عن
درجة سطوع الشاشة (Nits) في الهواتف.


نصائح قبل شراء هاتف بشاشة OLED

قبل أن تقرر شراء هاتف بشاشة OLED، من المهم الانتباه لعدة نقاط تقنية وتسويقية:

1. لا تكتفِ باسم التقنية فقط

وجود كلمة OLED أو AMOLED لا يعني بالضرورة أن الشاشة ممتازة. تحقق من:

  • دقة الشاشة (+FHD ،QHD+ ،1.5K…)
  • معدل التحديث (60Hz، 90Hz، 120Hz أو أكثر).
  • السطوع الأقصى تحت الشمس.
  • دعم +HDR10 أو +Dolby Vision إن وُجد.

2. احذر من Burn-in في الاستخدام الثابت

إذا كنت تستخدم تطبيقات بعناصر ثابتة لفترات طويلة (مثل الألعاب ذات الواجهات الثابتة أو تطبيقات الملاحة)، حاول:

  • تفعيل سطوع تلقائي وعدم إبقاء السطوع على أعلى درجة دائمًا.
  • استخدام الخلفيات المتحركة أو تفعيل الوضع الداكن.
  • تغيير ترتيب الأيقونات أو أماكن العناصر الثابتة من وقت لآخر.

3. راقب تجربة المستخدمين والمراجعات المتخصصة

بعض الشاشات تُعاني من مشاكل مثل اللون الأخضر في زوايا معينة، أو عدم تجانس الإضاءة في مستويات سطوع منخفضة. لذلك يُنصح بمتابعة المراجعات الاحترافية، مثل اختبارات موقع
DisplayMate، بالإضافة إلى تجارب المستخدمين على منصات مراجعة الهواتف.


روابط داخلية مقترحة


روابط خارجية مفيدة للتعمق في تقنية OLED


أسئلة شائعة حول شاشة OLED

هل شاشة OLED أفضل من AMOLED؟

تقنيًا، AMOLED هو نوع من أنواع OLED بمصفوفة نشطة، وهو الأفضل حاليًا في الهواتف الذكية. لذلك، في سوق الهواتف، لن تشعر بفارق عملي بين “OLED” و”AMOLED” بقدر ما ستشعر بالفارق بين جودة تنفيذ الشاشة نفسها (السطوع، التباين، المعايرة اللونية، معدل التحديث…إلخ).

هل شاشات OLED تستهلك بطارية أقل؟

في الوضع الداكن ومع الخلفيات السوداء، نعم، يمكن لشاشات OLED أن توفّر طاقة واضحة مقارنة بشاشات LCD، لأن البكسلات السوداء تكون مطفأة. لكن في المحتوى الأبيض أو الساطع بالكامل، قد يكون استهلاك الطاقة أعلى نسبيًا.

هل مشكلة Burn-in منتشرة في كل شاشات OLED؟

مشكلة Burn-in مرتبطة بطبيعة التقنية نفسها، لكنها أصبحت أقل وضوحًا في الأجيال الحديثة بفضل تحسين المواد العضوية، وخوارزميات حماية الشاشة من الشركات. مع استخدام طبيعي ومتوازن، غالبية المستخدمين لن يواجهوا مشكلة Burn-in بشكل مزعج خلال عمر الجهاز.

هل شاشة OLED مناسبة للقراءة لفترات طويلة؟

نعم، بشرط ضبط السطوع بشكل مريح وتفعيل وضع حماية العين (تقليل الضوء الأزرق)، مع استخدام خلفيات هادئة. راحة العين تعتمد أيضًا على حجم الخط والتباين وطريقة استخدامك للجهاز، وليس نوع الشاشة فقط.


الخلاصة: متى تختار شاشة OLED؟

إذا كنت تهتم بجودة الصورة، واللون الأسود الحقيقي، وتجربة مشاهدة أفلام وألعاب غامرة، فشاشة OLED (وبالأخص شاشات AMOLED في الهواتف) تُعتبر خيارًا ممتازًا. لكن في المقابل، يجب أن تكون واعيًا لبعض التحديات مثل احتمالية الـ Burn-in في الاستخدام القاسي، وارتفاع سعر الهواتف التي تأتي مزودة بهذه التقنية.

“باختصار: شاشة OLED ليست مجرد ميزة إضافية في مواصفات الهاتف، بل عامل أساسي يحدد مدى استمتاعك بكل ثانية تنظر فيها إلى الجهاز.”

قبل أن تحسم قرارك، ننصحك بقراءة مقالنا عن
شاشة AMOLED ومقالات معدلات التحديث والسطوع، حتى تحصل على صورة متكاملة تساعدك على اختيار شاشة تناسب أسلوب استخدامك وميزانيتك.

Share This Article
اشترك في التنبيهات
نبّهني عن
guest

0 تعليق
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات