أصبح معدل تحديث 144 هرتز في الهواتف من المصطلحات المنتشرة بقوة في عالم الموبايلات الموجهة للألعاب والهواتف المتوسطة والعليا. أغلب الشركات اليوم تروّج لشاشات 120Hz و144Hz وكأنها معيار لا غنى عنه، لكن السؤال الحقيقي: هل ستشعر فعلًا بالفرق على الهاتف؟ أم أن 144Hz مجرد رقم تسويقي آخر؟ في هذا الدليل سنشرح الفكرة من منظور الهواتف أولًا، ثم نمرّ سريعًا على الشاشات والأجهزة الأخرى، مع نظرة عملية على المميزات والعيوب ونصائح الشراء.
ما هو معدل التحديث Refresh Rate؟
معدل التحديث هو عدد المرات التي تقوم فيها شاشة الهاتف بتحديث الصورة في الثانية، ويُقاس بوحدة الهرتز (Hz). عندما نقول شاشة 60Hz فهذا يعني أنها تُحدِّث الصورة 60 مرة في الثانية، بينما شاشة 144Hz تُحدِّث الصورة 144 مرة في الثانية. كلما ارتفع معدل التحديث، أصبحت الحركة على الشاشة أكثر سلاسة، سواء أثناء التمرير في التطبيقات أو أثناء اللعب.
في الهواتف، الفرق بين 60Hz و144Hz لا يقتصر على الألعاب فقط، بل تلاحظه في التنقل داخل النظام، فتح وغلق القوائم، التمرير في السوشيال ميديا، وحتى في الكيبورد أثناء الكتابة.
كيف يغيّر معدل تحديث 144 هرتز تجربة الاستخدام على الهاتف؟
لنكن واضحين، الانتقال من 60Hz إلى 144Hz على الهاتف ليس تحسينًا بسيطًا، بل قفزة حقيقية في الإحساس بسلاسة النظام. أبرز الفروقات التي ستلاحظها:
- تمرير ناعم في التطبيقات: التمرير في صفحات الويب، المتاجر الإلكترونية، فيسبوك، إنستغرام، تيك توك وغيرها يصبح سلسًا بدون اهتزازات أو تقطّع مزعج.
- تحريك الواجهة: فتح درج التطبيقات، الرجوع للشاشة الرئيسية، الانتقال بين المهام المتعددة، كل ذلك يبدو أسرع وأكثر تجاوبًا.
- إحساس عام بالخفة: حتى لو أن المعالج نفسه لم يتغيّر، مجرد رفع معدل التحديث يعطيك إحساسًا أن الهاتف صار أسرع وأكثر استجابة.
لهذا السبب نرى أن كثيرًا من شركات الهواتف أصبحت تعتمد على شاشات 90Hz، 120Hz، و144Hz حتى في الفئات المتوسطة، لأن تجربة الاستخدام نفسها تبدو أعلى بكثير من هواتف 60Hz التقليدية.
معدل تحديث 144 هرتز في الألعاب على الهاتف
إذا كنت تلعب على الهاتف بشكل جدي، فهنا يبدأ معدل تحديث 144 هرتز في إظهار قوته الحقيقية. خصوصًا في ألعاب التصويب، الباتل رويال، وألعاب الـ MOBA والألعاب التنافسية.
- حركة أكثر سلاسة: الكاميرا داخل اللعبة تتحرك بسلاسة كبيرة عند الالتفاف السريع، ما يجعل تتبع الأعداء أسهل.
- استجابة أفضل: عند دمج 144Hz مع معدل استجابة لمس مرتفع مثل 240Hz أو 360Hz، يصبح تفاعل الشاشة مع لمساتك أسرع وأكثر دقة.
- تقليل ضبابية الحركة: في المشاهد السريعة أثناء الجري أو إطلاق النار يقل الشعور بالتشويش أو التلطّخ في الصورة.
لكن هناك نقطة مهمة: ليس كل الألعاب على الهاتف تدعم 144fps فعليًا. كثير من الألعاب الشهيرة ما زالت محددة عند 60fps أو 90fps وحتى 120fps في بعض الأحيان، لذلك يجب التأكد من أن اللعبة تدعم معدل تحديث أعلى كي تستفيد بالكامل من شاشة 144Hz.
استهلاك البطارية: الجانب المزعج في 144Hz على الهواتف
الوجه الآخر لمعدل تحديث 144 هرتز هو استهلاك الطاقة. عند رفع معدل التحديث، الشاشة تعمل بعدد أكبر من التحديثات في الثانية، وهذا يعني استهلاكًا أعلى للبطارية مقارنة بـ 60Hz أو حتى 90Hz.
لهذا السبب أغلب الشركات اليوم تستخدم معدل التحديث المتكيّف (Adaptive / Dynamic Refresh Rate)، حيث:
- يتم خفض معدل التحديث إلى 60Hz أو أقل عند عرض صور ثابتة أو قراءة نصوص.
- يرتفع إلى 120Hz أو 144Hz أثناء التمرير السريع أو اللعب.
إذا كان الهاتف يدعم شاشة 144Hz دون تقنية متكيّفة جيدة، فقد تلاحظ انخفاضًا ملموسًا في عمر البطارية، خاصة مع استخدام مكثف وألعاب ثقيلة.
الفرق بين 120Hz و144Hz على الهاتف: هل هو كبير فعلًا؟
من 60Hz إلى 120Hz أو 144Hz، الفرق واضح لأي شخص تقريبًا. لكن من 120Hz إلى 144Hz، الفارق يصبح أدق، ويلاحظه أكثر:
- اللاعبون التنافسيون الذين يعرفون ماذا يبحثون عنه في الحركة.
- المستخدمون الذين جرّبوا لفترة على 144Hz ثم عادوا إلى 120Hz.
بمعنى آخر، إذا كنت قادمًا من شاشة 60Hz، أي شاشة 120Hz أو 144Hz ستبدو قفزة ضخمة. أما المقارنة بين 120Hz و144Hz فهي أكثر “تحسين دقيق” وليست ثورة في التجربة.
الهواتف التي تدعم معدل تحديث 144 هرتز
بدل أن تبحث يدويًا عن كل هاتف يدعم شاشة 144Hz، يمكنك الاعتماد على قسم مخصص في موقع موبي 5G يجمع جميع الهواتف والأجهزة التي تدعم معدل تحديث 144 هرتز في صفحة واحدة مفلترة.
هذه الصفحة تُسهِّل على الزائر اختيار الهاتف المناسب له إذا كان يريد شاشة 144Hz تحديدًا.
متى يكون 144Hz منطقيًا على الهاتف ومتى يصبح مبالغة؟
ليس كل مستخدم بحاجة إلى معدل تحديث 144 هرتز على هاتفه، حتى لو كان يستطيع دفع ثمنه. منطقياً:
- 144Hz خيار ممتاز عندما:
- تستخدم الهاتف بكثافة في الألعاب التنافسية.
- تهتم جدًا بسلاسة الواجهة والتمرير.
- تشتري هاتفًا ببطارية كبيرة وشاحن سريع يعوض استهلاك الطاقة.
- قد لا تحتاج 144Hz إذا:
- استخدامك محدود للسوشيال والتصفح والفيديو فقط.
- أولوية البطارية عندك أعلى من السلاسة.
- الفرق في السعر بين نسخة 120Hz و144Hz كبير ولن تستفيد من الزيادة فعلًا.
معدل تحديث 144 هرتز خارج الهواتف: الشاشات وأجهزة الألعاب
رغم أن تركيزنا هنا على الهواتف، إلا أن أصل فكرة 144Hz جاءت من عالم شاشات الحاسوب المخصصة للألعاب. على مستوى الشاشات:
- شاشات الكمبيوتر 144Hz: مثالية للاعبين على الحاسوب في ألعاب مثل Valorant وCS2 وFortnite، حيث تتيح سلاسة واستجابة عالية خصوصًا مع بطاقات رسومية قوية.
- اللابتوبات المخصصة للألعاب: كثير من لابتوبات الجيمنج اليوم تأتي بشاشة 144Hz أو 165Hz أو 240Hz، ما يعطي تجربة أقرب لشاشات الـ eSports.
الفكرة نفسها: كلما ارتفع معدل التحديث، أصبحت الحركة أكثر سلاسة، لكن تحتاج عتادًا قويًا لضخ عدد إطارات مرتفع، وهذا يفسر انتشار 144Hz في عالم الشاشات واللابتوبات كما في الهواتف.
ما الذي تحتاجه فعليًا للاستفادة من 144Hz؟
على الهاتف، الأمر أبسط من الكمبيوتر، لكن هناك نقاط مهمة:
- هاتف بمعالج قوي: لا يكفي أن تكون الشاشة 144Hz، يجب أن يكون المعالج قويًا ليصل إلى FPS عالٍ في الألعاب.
- نظام تبريد جيد: الألعاب على 144Hz تضغط على المعالج والـ GPU أكثر، ما يعني حرارة أعلى إذا لم يكن التبريد جيدًا.
- بطارية محترمة: يفضّل أن تكون سعة البطارية كبيرة مع شحن سريع لتعويض الاستهلاك.
- دعم برمجي من اللعبة: يجب أن تدعم اللعبة معدل تحديث عالٍ، وإلا ستبقى محصورة عند 60fps مهما كانت الشاشة.
روابط داخلية مقترحة
- جميع الهواتف والأجهزة التي تدعم معدل تحديث 144 هرتز
- ما هو معدل تحديث 120 هرتز؟ وهل يغيّر فعلاً من تجربة استخدام الهاتف؟
- ما هو معدل تحديث الشاشة 90 هرتز؟ وهل يفرق فعلاً عن 60 هرتز؟
روابط خارجية موثوقة لمزيد من القراءة
- مقارنة بين 60Hz و144Hz و240Hz على موقع RTINGS
- شرح فروق معدلات التحديث المختلفة على موقع Corsair
- لماذا يهم معدل التحديث العالي في الألعاب؟ مقال من HP OMEN
أسئلة شائعة حول معدل تحديث 144 هرتز في الهواتف
هل يمكن ملاحظة الفرق بين 60Hz و144Hz على الهاتف؟
نعم، الفرق واضح جدًا، خصوصًا في التمرير داخل التطبيقات والألعاب السريعة. بعد فترة من استخدام شاشة 120Hz أو 144Hz، الرجوع إلى 60Hz يجعل الحركة تبدو متقطعة وثقيلة.
هل معدل تحديث 144 هرتز يستهلك البطارية بشدة؟
نعم، تشغيل 144Hz بشكل ثابت يستهلك طاقة أعلى، لكن إذا كان الهاتف يدعم معدل تحديث متكيّف فسيخفّ الأثر؛ لأن النظام يخفض التحديث تلقائيًا في المحتوى الثابت ويرفعه عند الحاجة.
هل 144Hz ضروري للألعاب على الهاتف؟
ليس ضروريًا للجميع، لكنه يمنح تجربة أفضل بكثير لعشاق الألعاب التنافسية. إذا كنت تلعب ألعاب قصة بطيئة أو ألعابًا خفيفة، قد يكفي 90Hz أو 120Hz دون مشكلة.
ماذا لو كانت اللعبة لا تدعم أكثر من 60fps؟
في هذه الحالة لن تستفيد من 144Hz داخل اللعبة نفسها، لكن ستستفيد من سلاسة واجهة النظام وباقي التطبيقات فقط. الدعم من المطوّر هو العامل الحاسم هنا.
هل أختار هاتفًا بشاشة 144Hz أم أركز على المعالج والبطارية أولًا؟
إذا كانت ميزانيتك محدودة، فالأولوية تكون لمعالج قوي وبطارية كبيرة وشحن سريع، ثم يأتي معدل التحديث العالي كميزة إضافية. شاشة 144Hz على معالج ضعيف وبطارية سيئة لن تعطيك تجربة متوازنة.
الخلاصة: لمن يُنصَح بمعدل تحديث 144 هرتز في الهاتف؟
إذا كنت لاعبًا على الهاتف وتحب الألعاب السريعة، أو تهتم بتجربة استخدام فائقة السلاسة، وتمتلك هاتفًا ببطارية جيدة ومعالج قوي، فإن شاشة 144 هرتز خيار منطقي وستشعر بفارق حقيقي من أول يوم. أما إذا كان استخدامك بسيطًا وميزانيتك محدودة، فيمكنك بسهولة الاكتفاء بشاشة 90Hz أو 120Hz، والتركيز على عناصر أخرى مثل الكاميرا أو التخزين أو سرعة الشحن.
في النهاية، يبقى أفضل خيار هو ما يناسب أسلوب استخدامك، ويمكنك دائمًا زيارة:
قائمة الهواتف التي تدعم معدل تحديث 144 هرتز على موقع موبي 5G
لاختيار الهاتف الأنسب لك من بين الأجهزة الداعمة لهذا المعدل العالي من السلاسة.


