معدل تحديث 185 هرتز: هل 185Hz خطوة حقيقية بعد 144Hz و165Hz أم مجرد أرقام تسويقية؟

موبي 5G

بعد أن أصبح معدل تحديث 120 هرتز و144 هرتز شبه قياسي في الهواتف المتوسطة والعليا، ظهرت هواتف وشاشات تستهدف فئة أضيق من المستخدمين مع معدلات أعلى مثل 165Hz، بل ووصل الأمر إلى معدل تحديث 185 هرتز في بعض الأجهزة الموجهة للألعاب. هذا الرقم يبدو جذابًا على الورق، لكن السؤال المهم: هل 185Hz يقدم فرقًا فعليًا عن 144Hz و165Hz، أم أنه مجرد رقم إضافي على العلبة؟ في هذا المقال سنفكك الفكرة من الصفر، مع التركيز على الهواتف الذكية، ثم نمر على شاشات الحاسوب واللابتوبات، ونوضح لمن يُنصَح بهذا المعدل ومتى يكون زائدًا عن الحاجة.

ما هو معدل التحديث 185 هرتز؟

معدل التحديث Refresh Rate هو عدد المرات التي تعيد فيها الشاشة تحديث الصورة خلال ثانية واحدة، ويُقاس بوحدة الهرتز (Hz). عند 60Hz تُحدِّث الشاشة الصورة 60 مرة في الثانية، وعند 185Hz تُحدِّثها 185 مرة في الثانية. نظريًا، هذا يعني أن الشاشة يمكن أن تعرض حتى 185 إطارًا في الثانية (185fps) إذا كان المعالج الرسومي للجهاز قادرًا على توليد هذا العدد من الإطارات.

كلما ارتفع معدل التحديث:

  • زادت نعومة الحركة (Smoothness) في التمرير والأنيميشن.
  • انخفضت ضبابية الحركة (Motion Blur) في المشاهد السريعة.
  • تحسّن الإحساس بالاستجابة، خاصة في الألعاب التنافسية.

كل ما بعد 120 هرتز يدخل في فئة التحسينات الدقيقة وليس الثورات؛ الفارق موجود، لكنه موجه أكثر للعين الحساسة واللاعب الذي يطارد كل إطار إضافي.

Refresh rate 144Hz 1

معدل تحديث 185 هرتز في الهواتف الذكية

في عالم الهواتف، معدلات التحديث الأكثر انتشارًا هي 60Hz و90Hz و120Hz و144Hz، مع وجود 165Hz في بعض هواتف الجيمنج. لكن 185Hz بدأ يأخذ مكانه كخيار خاص في فئة الهواتف الموجهة للألعاب فقط، وليس للمستخدم العادي.

من أبرز الأمثلة على ذلك سلسلة Asus ROG Phone 9 الموجهة للجيمرز، والتي توفر:

  • شاشة عالية التحديث يمكن أن تصل إلى 185Hz في بعض الأوضاع المتقدمة.
  • خيارات متعددة لمعدل التحديث (مثل 60Hz، 120Hz، 144Hz، 165Hz، و185Hz) حتى يختار المستخدم التوازن المناسب بين السلاسة واستهلاك البطارية.
  • معدلات استجابة للمس (Touch Sampling Rate) عالية جدًا، ما يجعل تجربة اللعب متكاملة بين سرعة العرض وسرعة استجابة اللمس.

هنا لا نتحدث عن رقم تجريبي أو كسر سرعة عشوائي، بل عن وضع رسمي مدمج في النظام ومصمم خصيصًا ليخدم فئة الجيمرز الذين يريدون أقصى ما يمكن من سلاسة على شاشة الهاتف.

كيف يؤثر معدل 185Hz على تجربة الاستخدام في الهاتف؟

في الاستخدام اليومي (تصفح، سوشيال ميديا، واجهة النظام) أي شيء فوق 120Hz يبدو ناعمًا جدًا لمعظم الناس. مع ذلك، هناك ثلاثة جوانب يُمكن أن يلمع فيها 185Hz بشكل أوضح:

  • التمرير في الواجهة: التمرير في التطبيقات والقوائم يبدو أشبه بفيديو سريع الانسياب، بدون أي اهتزازات تقريبًا.
  • الأنيميشن والحركات الانتقالية: فتح التطبيقات، الرجوع للشاشة الرئيسية، الانتقال بين المهام، كلها تُعرض بعدد إطارات أعلى، فتبدو “مُصقولة” أكثر.
  • الألعاب التي تدعم FPS مرتفع: هنا يظهر دور 185Hz فعلًا، عندما تكون اللعبة قادرة على تجاوز 144fps أو 165fps وتستفيد من الإطارات الإضافية في الاستجابة وتتبع الحركة.

لكن يجب الانتباه إلى نقطة أساسية: كثير من ألعاب الموبايل لا تزال محدودة عند 60 أو 90 أو 120fps، وعدد الألعاب التي تذهب إلى 165fps أو 185fps محدود نسبيًا، وغالبًا في فئة الألعاب التنافسية المُخصصة.

الجانب المظلم: استهلاك البطارية مع 185Hz

كل ما هو أعلى من 120Hz يبدأ في الضغط بشكل حقيقي على البطارية، و185Hz ليس استثناءً. رفع معدل التحديث يعني:

  • أن لوحة الشاشة تعمل بعدد تحديثات أكبر في الثانية.
  • أن المعالج الرسومي يعمل على إنتاج عدد إطارات أعلى، خاصة في الألعاب.

لذلك تعتمد الشركات على:

  • معدل تحديث متكيّف (Adaptive/Dynamic): يتم تخفيض التحديث إلى 60Hz أو أقل عند قراءة النصوص أو مشاهدة صور ثابتة، ورفعه إلى 165Hz أو 185Hz مع التمرير والألعاب.
  • بطارية كبيرة + شحن سريع: كما في كثير من هواتف الجيمنج، لتعويض استهلاك الشاشة والمعالج.

إذا تم إجبار الهاتف على العمل على 185Hz طوال الوقت بدون إدارة ذكية للطاقة، ستلاحظ نزولًا أسرع في نسبة البطارية مقارنة بوضع 120Hz أو 144Hz.

185Hz مقارنة مع 144Hz و165Hz في الهواتف

لفهم الصورة بشكل أفضل، يمكن تبسيط الفروق على النحو التالي:

  • من 60Hz إلى 120Hz: قفزة ثورية في السلاسة، الجميع تقريبًا يلاحظها فورًا.
  • من 120Hz إلى 144Hz: تحسّن واضح في الألعاب والحركة السريعة، لكنه أقل درامية من القفزة الأولى.
  • من 144Hz إلى 165Hz: تحسين دقيق يستهدف اللاعبين الأكثر جدية.
  • من 165Hz إلى 185Hz: تحسين “Fine Tuning”؛ موجود لكنه موجه أكثر للفئة الهاردكور من الجيمرز.

للمستخدم العادي، الحصول على شاشة 120Hz أو 144Hz في هاتف بمعالج قوي وبطارية كبيرة أهم بكثير من ملاحقة رقم 185Hz نفسه، خاصة إذا كان سيأتي على حساب السعر أو عمر البطارية.

Refresh rate 144Hz 2

معدل تحديث 185 هرتز في شاشات الكمبيوتر واللابتوبات

خارج عالم الهواتف، ظهر معدل 185Hz في بعض شاشات الحاسوب واللابتوبات المخصصة للألعاب على شكل:

  • لوحة 144Hz أو 165Hz تسمح الشركة بكسر سرعتها رسميًا حتى 180–185Hz.
  • وضع “Overclock” يمكن تفعيله من إعدادات الشاشة أو برنامج الشركة.

في هذه الحالة، استقرار 185Hz يعتمد على جودة اللوحة نفسها؛ بعض الشاشات تعمل بشكل ممتاز، وأخرى قد تعاني من وميض أو مشاكل إذا لم تتحمل اللوحة تلك الزيادة. لذلك يعتبر كثير من اللاعبين أن 144Hz و165Hz هي مناطق الأمان، و185Hz خيار إضافي للتجربة والتخصيص.

ما الذي تحتاجه فعليًا للاستفادة من 185Hz؟

سواء على الهاتف أو الحاسوب، الاستفادة من معدل تحديث 185 هرتز تتطلب:

  • عتاد قوي: معالج ورسوميات قادران على الوصول إلى FPS مرتفع (أعلى من 165fps) في الألعاب التي تلعبها.
  • تبريد فعّال: لأن العمل على عدد إطارات مرتفع يولّد حرارة أعلى، ويحتاج إلى نظام تبريد يحافظ على الأداء.
  • ألعاب تدعم FPS مرتفع: إذا كانت ألعابك المفضلة مقفولة عند 60 أو 90fps، فلن تستفيد عمليًا من 185Hz مهما كانت الشاشة قوية.

روابط داخلية مقترحة لموبي فورجي

روابط خارجية موثوقة لمزيد من القراءة

يمكنك دعم المقال ببعض المصادر الأجنبية التي تشرح معدلات التحديث العالية وتأثيرها على الألعاب، مثل:

أسئلة شائعة حول معدل تحديث 185 هرتز

هل يوجد فرق فعلي بين 165Hz و185Hz في الهاتف؟

الفرق موجود تقنيًا، لكنه دقيق بصريًا. معظم المستخدمين لن يلاحظوا اختلافًا كبيرًا، بينما اللاعبون التنافسيون الذين يلعبون على FPS مرتفع جدًا قد يستفيدون من كل إطار إضافي في الاستجابة وتتبع الحركة.

هل يدعم عدد كبير من الهواتف معدل 185 هرتز؟

لا، حتى الآن ما زال 185Hz محصورًا في فئة محدودة من هواتف الألعاب المتخصصة مثل بعض إصدارات سلسلة Asus ROG Phone 9. الأغلبية الساحقة من الهواتف تتوقف عند 120Hz أو 144Hz، مع وجود 165Hz في بعض الموديلات الموجهة للجيمرز.

هل معدل 185Hz مفيد لمشاهدة الفيديو والأفلام؟

ليس بشكل مباشر، لأن معظم محتوى الفيديو مصوَّر بمعدلات 24 أو 30 أو 60 إطارًا في الثانية. الفائدة الحقيقية لمعدل 185Hz تظهر في الاستخدام التفاعلي، مثل الألعاب والتمرير في الواجهة.

هل يستحق 185Hz تكلفة أعلى واستهلاك بطارية أكبر؟

إذا كنت لاعبًا تنافسيًا حقيقيًا، وتستهدف أقصى سلاسة ممكنة، وتقبل بدفع تكلفة أعلى واستهلاك طاقة أكبر، فهنا يمكن أن يكون 185Hz منطقيًا لك. أما إذا كنت مستخدمًا عاديًا أو لاعبًا كاجوال، فالحصول على هاتف بشاشة 120Hz أو 144Hz ومعالج قوي وبطارية كبيرة سيكون اختيارًا أكثر توازنًا.

هل أختار هاتفًا بـ 185Hz أم أركز على عناصر أخرى؟

في معظم الحالات، من الأفضل التركيز على المعالج، سعة البطارية، سرعة الشحن، وجودة الكاميرا، ثم يأتي معدل التحديث عالي مثل 120Hz أو 144Hz كميزة قوية تكفي لغالبية المستخدمين. 185Hz يبقى خيارًا فاخرًا لفئة ضيقة تعرف جيدًا لماذا تريده وما الذي ستحصل عليه منه.

الخلاصة: لمن يُنصَح بمعدل تحديث 185 هرتز؟

في النهاية، يمكن القول إن معدل تحديث 185 هرتز هو مستوى “Maxed Out” من السلاسة، موجه أساسًا لهواة الألعاب المتقدمين، وليس معيارًا عامًا للجميع. إذا كنت:

  • تمتلك هاتف ألعاب أو تخطط لشراء واحد مثل بعض إصدارات Asus ROG Phone 9.
  • تلعب ألعابًا تنافسية تدعم FPS مرتفع بالفعل.
  • لا تمانع استهلاك بطارية أعلى مقابل تجربة أكثر نعومة واستجابة.

عندها يمكن أن يكون 185Hz إضافة حقيقية لتجربتك. أما إذا كان استخدامك مختلطًا بين السوشيال، التصفح، وبعض الألعاب الخفيفة أو المتوسطة، فستجد أن شاشات 120Hz و144Hz و165Hz تقدّم لك التجربة المثالية بدون الدخول في منطقة “الأرقام المبالغ فيها” التي لن تشعر بفارقها فعليًا.

Share This Article
اشترك في التنبيهات
نبّهني عن
guest

0 تعليق
الأحدث
الأقدم الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات