قد تشتري هاتفًا بشاشة AMOLED مذهلة: ألوان قوية، سطوع مرتفع، وتحديث 120Hz… ثم تلاحظ بعد أيام أن عينيك تتعبان بسرعة، أو يظهر صداع خفيف عند السطوع المنخفض. المفاجأة؟ المشكلة ليست دائمًا “جودة الشاشة” نفسها، بل طريقة خفض السطوع وكيف تتصرف اللوحة في الإضاءة الخافتة.
هنا يدخل مصطلح PWM Dimming إلى الصورة. هذا المقال يشرح التقنية من الصفر إلى العمق: التعريف، آلية العمل، المقاييس (الهرتز ودورة التشغيل وعمق الوميض)، لماذا تختلف الحساسية بين الأشخاص، وكيف تقارن بين الهواتف عمليًا قبل الشراء، مع حلول تقلل الإجهاد دون تضحية كبيرة بجودة الألوان.
- أولًا: ما معنى PWM؟ الترجمة الحرفية والمعنى العملي
- هل PWM تعني أن الشاشة “تومض” فعلًا؟ نعم… لكن ليس الجميع يلاحظ
- المقاييس التي يجب أن تفهمها بدل الاكتفاء بكلمة “PWM”
- لماذا تستخدم الشركات PWM بدل خفض السطوع “المستمر”؟
- PWM ليست معدل تحديث (Refresh Rate)… لا تخلط بينهما
- تاريخ PWM في الشاشات ولماذا دخلت سباق “راحة العين” بقوة
- سباق الترددات العالية: من يقود المشهد؟ (ولماذا تُذكر HONOR كثيرًا)
- PWM وDC Dimming والحلول الهجينة: أين الحقيقة وأين التسويق؟
- كيف تختبر PWM بنفسك قبل الشراء؟ (اختبار عملي بدون معدات)
- حلول عملية لتقليل إزعاج PWM على هاتفك الآن
- كيف تختار هاتفًا مناسبًا للحساسين من PWM؟ (قائمة شراء ذكية)
- أسئلة شائعة حول PWM (FAQ)
- الخلاصة: لا تهويل… لكن تجاهل PWM قد يكلّفك راحة عينيك
- روابط داخلية وخارجية موثوقة لمزيد من التعمق
أولًا: ما معنى PWM؟ الترجمة الحرفية والمعنى العملي
PWM اختصار لـ Pulse-Width Modulation وترجمتها الحرفية: تعديل عرض النبضة. الفكرة ببساطة:
بدل أن تُخفض الشاشة السطوع بتقليل الطاقة بشكل “مستمر”، تقوم بتشغيل الإضاءة وإطفائها بسرعة كبيرة جدًا، وتتحكم في مدة التشغيل مقارنة بمدة الإطفاء داخل كل دورة.
- السطوع العالي: زمن التشغيل أطول وزمن الإطفاء أقصر → الوميض أقل حضورًا عند أغلب الناس.
- السطوع المنخفض: زمن الإطفاء يصبح أطول نسبيًا → قد يصبح الوميض “مُجهدًا” للحساسين.
مهم جدًا: ما يسميه البعض “معدل الوميض” في مواصفات الهواتف يقصد به غالبًا تردد PWM (كم مرة يحدث التقطيع في الثانية) ويُقاس بالهرتز (Hz).
“PWM طريقة سهلة للتحكم بالسطوع، لكنها قد تُسبب وميضًا يؤدي لإجهاد العين والصداع لدى بعض المستخدمين.”
— بتصرف من OLED-Info
هل PWM تعني أن الشاشة “تومض” فعلًا؟ نعم… لكن ليس الجميع يلاحظ
تقنيًا، PWM تعني وجود تذبذب زمني للضوء (يُشار له أيضًا بمصطلح Temporal Light Modulation). كثيرون لا يلاحظون ذلك مباشرة، لكن قد يظهر أثره عند:
- السطوع المنخفض جدًا (عادةً تحت 20–30%).
- التمرير السريع على خلفية داكنة.
- تصوير الشاشة بكاميرا سريعة الغالق (تظهر “شرائط” أو تموّجات).
وبحسب شروح تقنية متخصصة، PWM شائعة جدًا في شاشات OLED/AMOLED لأنها تعالج مشاكل بصرية قد تظهر عند محاولة تعتيم OLED مثل مصدر ضوء “تقليدي” عبر خفض الجهد بشكل مباشر.
المقاييس التي يجب أن تفهمها بدل الاكتفاء بكلمة “PWM”
1) تردد (PWM Frequency) — الهرتز Hz
هو عدد مرات التشغيل/الإطفاء في الثانية. القاعدة العامة: كلما ارتفع التردد، قلّ احتمال الإزعاج لمعظم الناس… لكن هذه ليست ضمانًا مطلقًا، لأن “شكل الموجة” و“عمق الوميض” قد يكونان أهم من الرقم وحده.
2) دورة التشغيل (Duty Cycle)
هي نسبة زمن “تشغيل الضوء” داخل كل دورة. عند السطوع المنخفض غالبًا تقل دورة التشغيل، ما يعني فترات إطفاء أطول نسبيًا.
3) عمق/نسبة الوميض (Modulation Depth / Flicker Percentage)
حتى لو كان التردد عاليًا، قد يكون الوميض مزعجًا إذا كان الفرق بين “تشغيل” و“إطفاء” حادًا جدًا (موجة مستطيلة بعمق كبير). في معايير تقييم الوميض في عالم إضاءة LED، لا يتم الحكم بالتردد فقط؛ بل أيضًا بمفاهيم مثل Flicker Index وModulation.
صيغة مبسطة شائعة لقياس “العمق”:
Modulation (%) = (Lmax − Lmin) / (Lmax + Lmin) × 100
حيث Lmax أقصى شدة إضاءة وLmin أدناها خلال الدورة.
لماذا تستخدم الشركات PWM بدل خفض السطوع “المستمر”؟
وفق شروحات تقنية متخصصة، شاشات OLED قد تُظهر مشاكل بصرية عند التعتيم “التقليدي” (مثل عدم ثبات الألوان أو تشوّهات عند مستويات منخفضة). لذلك تلجأ الشركات إلى PWM لأنها حل عملي يحافظ على جودة الصورة في كثير من اللوحات، خاصة عند السطوع المنخفض.
لكن الأثر الجانبي: إذا كان التردد منخفضًا أو كان عمق التعديل كبيرًا، قد يشعر بعض المستخدمين بإجهاد أو صداع أو دوخة، خصوصًا في الإضاءة الخافتة.
PWM ليست معدل تحديث (Refresh Rate)… لا تخلط بينهما
خطأ شائع جدًا: البعض يظن أن PWM = 120Hz أو مرتبط مباشرة بتحديث الشاشة. الحقيقة:
- معدل التحديث (Refresh Rate): كم مرة تُحدّث الشاشة الصورة (60/90/120/144…).
- PWM: كيف تُخفض الشاشة السطوع عبر تشغيل/إطفاء سريع بتردد مختلف.
قد تملك شاشة 120Hz مع PWM منخفض يزعجك ليلًا، أو شاشة 120Hz مع PWM مرتفع تكون أريح.
ولفهم تأثير معدل التحديث نفسه على التجربة والبطارية: ما هو معدل تحديث 120 هرتز؟ وهل يغيّر فعلًا من تجربة استخدام الهاتف؟.
تاريخ PWM في الشاشات ولماذا دخلت سباق “راحة العين” بقوة
فكرة الوميض ليست جديدة؛ فهي تُناقش منذ سنوات في عالم إضاءة LED ومعايير تقييمها (مثل توصيات IEEE 1789 المتعلقة بتقليل مخاطر الوميض).
أما في الهواتف، فمع سيطرة OLED/AMOLED على الفئة العليا، أصبح موضوع PWM حساسًا لأن الهاتف يُستخدم لساعات، وغالبًا في الليل وعلى سطوع منخفض—وهو “المسرح المثالي” لظهور المشكلة لدى الحساسين.
سباق الترددات العالية: من يقود المشهد؟ (ولماذا تُذكر HONOR كثيرًا)
خلال السنوات الأخيرة، أصبحت “ترددات PWM العالية” نقطة تسويق حقيقية، خاصة لدى شركات مثل HONOR وبعض العلامات الصينية، عبر رفع التردد إلى آلاف الهرتز أو اعتماد حلول هجينة (دمج DC-like مع PWM عالي).
مثال واضح على ذلك: أجهزة HONOR التي تروّج لرفع PWM بشكل كبير (مثل 3840Hz في بعض الأجهزة) بهدف تقليل الإزعاج عند السطوع المنخفض.
في المقابل، كانت شركات كبيرة مثل سامسونج تُنتقد تاريخيًا بسبب ترددات أقل، ثم بدأت بتحسينها—مثل تقارير تتحدث عن رفع تردد PWM في سلسلة Galaxy S24 ولماذا يهم ذلك لبعض المستخدمين.
PWM وDC Dimming والحلول الهجينة: أين الحقيقة وأين التسويق؟
1) PWM Dimming
- خفض السطوع عبر تشغيل/إطفاء سريع.
- قد يُسبب إزعاجًا للحساسين خصوصًا عند السطوع المنخفض إذا كان التردد منخفضًا أو العمق كبيرًا.
2) DC Dimming (التعتيم بالتيار المستمر)
- خفض السطوع عبر تقليل الجهد/التيار بشكل “مستمر” دون إطفاء متكرر.
- غالبًا أقل وميضًا، لكنه قد يسبب انحرافًا لونيًا أو ضوضاء لونية في بعض لوحات OLED عند الإضاءة المنخفضة (حسب التنفيذ).
3) حلول هجينة / DC-like / Full PWM
النهج الأكثر انتشارًا اليوم هو “الحل الهجين”: تهدئة الوميض عبر سلوك قريب من DC في مستويات سطوع معينة، ثم PWM عالي التردد في مستويات أخرى للحفاظ على جودة الألوان.
كيف تختبر PWM بنفسك قبل الشراء؟ (اختبار عملي بدون معدات)
- اختبار الكاميرا (بدائي لكنه مفيد):
افتح كاميرا هاتف آخر بوضع يدوي/احترافي واضبط سرعة غالق عالية جدًا إن توفرت (مثل 1/4000 أو أقرب)، ثم وجّهها نحو الشاشة على سطوع منخفض.
الشرائط الداكنة المتحركة عادة مؤشر على وجود PWM. - المنطقة الحساسة: اختبر عند 0–30% سطوع، لأن هذا النطاق غالبًا هو الأسوأ للحساسين.
- الاختبار الذهبي: راجع مواقع تقيس الوميض بأجهزة، مثل قاعدة بيانات NotebookCheck التي تجمع ترددات PWM لمئات الأجهزة.
حلول عملية لتقليل إزعاج PWM على هاتفك الآن
- ارفع السطوع قليلًا بدل استخدام أقل سطوع ممكن؛ لأن المشكلة غالبًا تتفاقم عند السطوع المنخفض.
- فعّل خيار Anti-flicker / Reduce Flicker / DC Dimming إن كان موجودًا (تختلف التسمية حسب الشركة).
- تجنّب الظلام التام: استخدم إضاءة غرفة خفيفة لئلا تضطر لخفض سطوع الشاشة كثيرًا.
- قلّل زمن الجلسات الطويلة وخذ فواصل (قاعدة 20-20-20 مفيدة كسلوك عام).
- إن كنت شديد الحساسية: قد تكون شاشات IPS/LCD أو أجهزة “أقل وميضًا” خيارًا أريح لو كانت أقل إبهارًا في التباين.
(مقال داخلي: شاشة IPS LCD: الدليل الكامل)
كيف تختار هاتفًا مناسبًا للحساسين من PWM؟ (قائمة شراء ذكية)
- ابحث عن تردد PWM إن كان مذكورًا في المواصفات أو المراجعات.
- فتش عن وجود خيار Anti-flicker أو DC Dimming أو Flicker Reduction.
- اقرأ مراجعات تقيس السلوك عند سطوع منخفض (0–30%).
- لا تنخدع بعبارات عامة مثل “Eye Comfort” دون أرقام أو اختبارات.
- اربط الصورة الكبيرة: السطوع العالي مفيد نهارًا، لكنه قد يرفع استهلاك الطاقة؛ افهم السطوع وذروته في هذا المقال:
درجة السطوع Nits في شاشات الهواتف: ماذا تعني فعلًا؟
أسئلة شائعة حول PWM (FAQ)
هل كلما زاد تردد PWM صار أفضل؟
غالبًا نعم لمعظم الناس، لكنه ليس ضمانًا مطلقًا لأن عمق الوميض وشكل موجة الإضاءة مهمان أيضًا.
لماذا أشعر بتعب في الليل أكثر من النهار؟
لأنك تستخدم سطوعًا أقل عادةً في الليل، وفي هذا النطاق تكون PWM (إن وُجدت) أكثر حضورًا غالبًا.
هل DC Dimming حل مثالي دائمًا؟
ليس دائمًا. قد يقلل الوميض لكنه قد يؤثر على تدرج الألوان أو يسبب تشوهات عند سطوع منخفض في بعض شاشات OLED، لذلك تتجه شركات إلى حلول هجينة.
هل يمكنني اختبار PWM بنفسي بدقة؟
الاختبار الدقيق يحتاج أدوات قياس ضوئية، لكن يمكنك الاستفادة من طريقة الكاميرا كمؤشر، ثم الاعتماد على اختبارات مواقع تقيس بالأجهزة مثل NotebookCheck.
الخلاصة: لا تهويل… لكن تجاهل PWM قد يكلّفك راحة عينيك
PWM Dimming ليست “ميزة” ولا “عيبًا مطلقًا”؛ هي طريقة شائعة لخفض السطوع، وقد تكون ممتازة بصريًا لكنها قد تُتعب فئة من المستخدمين. إذا كانت عيناك حساسة، ركّز على ثلاثة أشياء: تردد PWM + وجود خيار Anti-flicker/DC Dimming + سلوك الشاشة عند السطوع المنخفض. عندها ستختار شاشة مريحة فعلًا، لا شاشة “مبهرة” على الورق فقط.
تنبيه مهم: هذا المقال معلوماتي تقني وليس نصيحة طبية. إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة، استشر مختصًا.
روابط داخلية وخارجية موثوقة لمزيد من التعمق
- روابط داخلية (موبي 5G):
- روابط خارجية موثوقة:


